بحث حول الطبيعة
لطبيعة
مصطلح الطبيعة عبارةٌ عن مدلولٍ على الأشياء المادية الموجودة حولنا بما فيها الغلاف الغازي للكرة الأرضية " البيئة "، لا يدخل ضمن مفهوم الطبيعة أي عملٍ بشري، وما ينتج عن فعل البشر يُطلق عليه مصطلح " ظاهرة". إذا اعتبرنا أنّ الطبيعة تَعني كلّ شيء محسوسٍ حولنا فهذ يعني الإنسان، والحيوان، والنبات، والصخور، والتربة، والماء، والحشرات، والطيور، وغيرها من مخلوقاتٍ حيةٍ. إنّ جميع هذه المسميات ترتبط فيما بينها بعلاقاتٍ تبادليةٍ، يكمّل كلٌّ منها الآخر، من الأمثلة على هذه العلاقات:
الإنسان ـ الماء : الإنسان لا تستمر حياته دون ماء.
الإنسان ـ الهواء.
الإنسان ـ والنبات.
الإنسان والحيوان.
الحيوان ـ والنبات.
الإنسان ـ والنبات ـ والحيوان.
التربةـ والصخور.
التربة ـ الماء ـ الصخور.
دور الإنسان في الطبيعة
لقد خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء على سطح الأرض بمقدار لتستمرالحياة، فلم يخلق مخلوق إلا وله دور في الحفاظ على التوازن البيئي، فسبحانك ربي ما أدقّ صنعك، وما أوسع رحمتك؛ فلديدان الأرض وظيفةٌ تقوم بها للحفاظ على التنوّع في الطبيعة، والحشرة الصغيرة خُلقت لتأدية دور في حياتها.
عاش الإنسان في مراحل حياته الأولى يعتمد على الطبيعة في مأكله، وفي مشربه، وفي منامه، يتنقل من منطقةٍ إلى أخرى، وبدأ يكتسب مهارات من تجاربه، فتطوّرت معرفته، واهتدى إلى الزراعة، ومن تلك الفترة بدأ تأثيره في البيئة المحيطة فيه يزداد؛ فقام بتقطيع الأشجار بقصد زراعة محاصيل توفر له الغذاء.
ومع تزايد أعداد السكان أصبحت هناك حاجةٌ إلى زيادة الإنتاج الزراعي، والتوسع بزراعتها؛ كل ذلك كان على حساب النباتات الطبيعية حتى أصبحت البيئة عبداً للإنسان وزاد تأثيره بها أكثر وأكثر بعد الثورة الصناعية، والتقدم العلمي؛ فاستخدم الأسمدة في الزراعة بشكلٍ كبيرٍ مما أدى إلى تناقص في إنتاجية الأرض، وارتفاع نسبة التملّح بها.
من هنا نلاحظ بأن تأثير الإنسان في البيئة يتناسب تناسباً طردياً، فكلّما زاد التقدم العلمي عند الإنسان زاد تدميره للبيئة المحيطة فيه فتسبب بحدوث الكثير من الظواهر الضارة بالحياة على سطح الكرة الأرضية، وما ظاهرة التلوّث بأشكالها المختلة إلّا واحدة من هذه الظواهر؛ فتلوّث الماء سبّب الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفةً سابقاً، وتلوث الهواء أدى إلى تغيراتٍ مناخيةٍ، وتلوث التربة قلل من إنتاجيتها.
أمام هذه الظواهر التي ألحقت الضرر بالحياة على سطح الكرة الأرضية تنبّهت الكثير من الدول خاصةً الدول الصناعية إلى هذه الأخطار؛ فعملت الدراسات وأنشأت الكثير من الجمعيّات التي تدافع عن البيئة لحمايتها من عبث الإنسان، وقد نجحت إلى حدٍ كبيرٍ في التقليل من أخطار التلوث كما خُصّصت الكثير من المؤتمرات العالمية لحماية كوكب الأرض من الأضرار التي لحقت به، والتي انعكس تأثيرها على صحة الإنسان والحيوان.
حماية البيئة مسؤوليةٌ جماعيةٌ؛ لذا مطلوبٌ من الفرد والجماعة أن تقّدر أهمية البيئة لحماية أنفسنا وأجيالنا القادمة من أخطار التلوث.